بسم الله الرحمن الرحيم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأخوات والإخوة الأعزاء
نخرج اليوم في هذه المسيرة التي تجمع الجمعيات السياسية السبع وحركتي حق والوفاء مع جماهير الشعب المنتفضة، لنقول كلمتنا في حكومة مستبدة جائرة فاسدة، ونُفصح بكلام عربي لا يحتمل التأويل، أن على الحكومة ورئيسها أن ترحل فورا، فهي لم تكن في السابق أو الآن ولن تكون في المستقبل جديرة بثقة الشعب، فهي لم تكن أمينة على مصالحه، أو وفية لشعب شاهدها تقتل شبابه وشيوخه ونسائه وأطفاله.
لذلك نقول بصوت عال: فلتسقط الحكومة.
أسباب دعوتنا لإسقاط الحكومة لا يمكن حصرها، فكل شهيد سقط هو مبرر لرحيل رئيسها، وكل معتقل عُذب مسمار آخر في نعشها، وكل مال سُرق هو سبب لرحيلها، ولكن يمكننا إيجاز بعض أهم الأسباب في التالي:
1) الحاجة لحكومة انتقالية من أصحاب الكفاءة والنزاهة ممن لم تتلوث أياديهم بدماء الشهداء لتُمهد للانتقال لمرحلة إصلاح حقيقي.
2) المسؤولية المهنية والأخلاقية لرئيس الحكومة الشيخ خليفة بن سلمان عن أخطاء الحكومة وتجاوزاتها وإخفاقاتها وانتهاكاتها وخروجها عن القانون على مدى 40 عاما.
3) الانتهاكات المتكررة والخطيرة لحقوق الإنسان منذ السبعينيات التي أدت إلى سقوط عشرات الشهداء برصاص قوات الأمن أو في أقبية التعذيب وإصابة واعتقال آلاف المحتجين منذ سبعينيات القرن الماضي.
4) مسؤولية وزيري الداخلية والدفاع عن أعمال القتل العمد التي وقعت منذ 14 فبراير 2011 وأدت إلى سقوط 7 شهداء ومئات الجرحى، ومسؤولية رئيس جهاز الأمن الوطني عن انبعاث التعذيب من جديد خلال السنوات الماضية.
5) إخفاق الحكومة في تحقيق حد أدنى من العيش الكريم للمواطنين رغم أموال النفط الضخمة المتدفقة جراء ارتفاعه أكثر من 5 مرات خلال عشر سنوات.
6) أخفاق الحكومة في حل مشكلة الإسكان، بل وتفاقمها حيث ارتفع عدد المواطنين في قائمة الانتظار خلال عشر سنوات من 32 لفا إلى 50 ألفا.
7) قيام كبار المسؤولين في الحكومة بالإثراء غير المشروع على حساب الشعب من خلال عمولات المناقصات والاستيلاء على أراضي الدولة وبحارها.
إخفاء وزير المالية والحكومة أرقام المصروفات السرية التي تذهب لتمويل نفقات الديوان الملكي ومجلس العائلة الحاكمة وغيرها وإخفائهم معلومات حول مصير فوائض الميزانية.
9) إسهام الحكومة في تخريب النسيج الاجتماعي من خلال عمليات التجنيس السياسي الواسعة ذات الآثار الاقتصادية والاجتماعية المدمرة حيث قامت بتجنيس ما يقارب 60 ألفا في الفترة ما بين 2001 و 2007 عدا التجنيس السياسي الذي تم قبل وبعد هذه الفترة.
10) سيطرة عائلة واحدة على نصف مقاعد الحكومة، خاصة الحقائب السيادية من دفاع وداخلية وخارجية إضافة لمنصب رئيس الوزراء وثلاثة من نوابه.
11) مساهمتها في التمييز بين المواطنين وإقصاء الكفاءات الوطنية وتعزيز نظام الامتيازات القبلية والعائلية من خلال عمليات التعيين والترقي في أجهزة الحكومة المختلفة.
12) مساهمتها في إجهاض الإصلاحات التي تم التوافق عليها في ميثاق العمل الوطني والتعهدات الشفهية والمكتوبة التي قدمها رموز الحكم بالتحول إلى ملكية دستورية على غرار الديمقراطيات العريقة وانتخاب مجلس نواب ينفرد بالتشريع والرقابة.
لهذه الأسباب، ولأسباب أخري كثيرة، فإننا تظاهرنا اليوم لنقول للعالم بصوت واحد "فلتسقط الحكومة"، وأن على الحكم أن يتعلم من دروس الأيام القليلة الماضية حيث استقال أحمد شفيق من رئاسة الحكومة المصرية رغم أنه لا يحمل مثقال ذرة مما يحمله رئيس وزراء البحرين، واستقال الغنوشي من رئاسة وزراء تونس رغم أنه لم يمضي في رئاسته أكثر من ربع الفترة التي أمضاها رئيس وزراء البحرين، وقبلهما استقالت الحكومة الأردنية وسقط أو يُوشك على السقوط رؤساء دول كانوا يمسكون بزمام الحكم حتى يأتيهم الأجل، ورؤساء آخرون على دربهم ما لم يستجيبوا لمطالب شعوبهم في العزة والكرامة والحرية والديمقراطية.
عاش شعب البحرين الأبي،
المجد للشهداء مشاعل الحرية والكرامة،
فلتسقط الحكومة.
4 مارس 2011 م
القوى السياسية: وعد، حق، المنبر التقدمي، الوفاق، التجمع القومي، الوفاء، التجمع الوطني، أمل، الإخاء