توقفت عند المشهد مليا حتى ارى اللوحة كاملة وبصورتها الانسانية:
شهيد من وسط متدين خرج في مظاهرة مطلبية حقة، وكادران كل من مشرب مختلف واجتمع الجميع تحت دم الشهيد.
اجتمعوا انسانيا في لحظة تناسوا فيها كل الاختلافات المذهبية والفكرية والايديولوجية،
جمعتهم دماء انسان مظلوم خرج يطالب بحقه فاستشهد برصاص الغدر.
كل الفوارق والعصبيات التي فرضت علينا نتيجة الجبر السياسي والديني والاجتماعي في لحظة أمل وغصة زالت، وكان للفطرة فقط صوتها النبيل بين تلك الاصوات الشاذة.
إنه صوت يجمع البشرية بكافة مشاربها حول اصل الفطرة ومنبعها في بعدها القيمي والاخلاقي، لتجليها لحظة العسر والبلاء فتصقل مرآتها بطريقة تعيد لها رونقها بعد ان تراكم عليها صدأ الطائفية والمذهبية والعصبيات بكافة اشكالها المقيتة التي يرقص عليها الساسة ويصدقها البلهاء.
صورة عكست مشهدا تعايشيا جمعه عنوان الانسان وانسانية الانسان.
فهل نحتاج للدم كي نستوعب ان ما يجمعنا هو القيمة والمبدأ والإنسان نفسه؟
لماذا نرتضي لانفسنا ان نكون أداة في يد الساسة تستخدمها لاستثارة العصبيات بشعارات مذهبية او غيرها كي تفرق صفوفنا لتسود علينا، فنرتضي بعد ذلك بالظلم ان يقع عالاخر وبالموت ان يقع عليه فقط لمجرد التعصب للمذهب والطائفة؟ ،، إن الحق يا احبتي لا يعرف الا الانسان مهما كانت هويته ومذهبه ودينه لان الله أمرنا أن نؤدي الامانة للبر والفاجر وأن نقول الحق حتى لو على أنفسنا وأن ننصف عدونا من أنفسنا وهو دليل على ان الانسان لو طالب بحقه على الجميع ان يقف الى جواره ويدعم حراكه المطلبي نظرا لحقه وليس نظرا لاي عصبية اخرى غير التعصب للحق.
اترككم مع الصورة فهي خير شاهد على إنسانية المشهد بتنوعه الواضح
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]التوقيع :