الالتقاء بشباب «دوار اللؤلؤة» يعتبر تجربة نوعية، وأنصح كل من يستطيع الالتقاء بهم أن يبادر إلى ذلك، لأن في هذا الدوار تجد وجوهاً مفعمة بآمال المستقبل، وتجد العزم والإصرار على إحداث التغيير نحو الأفضل.
ولعلَّ هناك من يعتقد أن معتصمي «اللؤلؤة» يهتفون أكثر مما يستمعون، لكن من يقول ذلك مخطئ، فلقد وجدت من بين شباب الدوار نخبة من أفضل المحاورين وأفضل المطلعين على ما يدور في العالم وفي المنطقة وفي بلدهم، ووجدتُّ الأكثرية الساحقة مستعدة للاستماع لمختلف الآراء، وتسمع من كثير منهم قبوله الرأي المختلف من دون أن يعني ذلك تشدداً أو مدعاة لتصرف غير حضاري.
ويوم أمس ذهبت مجموعة من شباب اللؤلؤة الى مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين، ووجهوا دعوة إلى أعضاء مجلس الإدارة لزيارة دوار اللؤلؤة للتحاور مع الشباب، ورحبت الغرفة بذلك، ولربما نشهد زيارة أعضاء من الغرفة للتحاور داخل الدوار.
وبحسب ما ورد عن زيارة الشباب للغرفة أمس؛ فإن مجلس إدارة غرفة التجارة استعرض مع شباب الدوار التأثيرات الاقتصادية للأوضاع الراهنة وضرورة الحوار للوصول إلى تفاهمات مشتركة تخدم الوطن، وفي الوقت ذاته أبدى الشباب تفهمهم لجميع التبعات الاقتصادية والتجارية، وطلب الشباب أن تكون الغرفة داعمة للمطالب الوطنية للمعتصمين بالدوار وأن تشارك الغرفة في الحوار، ووجهوا دعوة مفتوحة لأعضاء مجلس الإدارة لزيارة الاعتصام بالدوار والاطلاع على المطالب السلمية والوقوف عن قرب على حقيقة الوضع، ورحب مجلس الإدارة بهذه الدعوة.
وإنني آمل أن يمهد شباب الدوار لاستقبال شخصيات المجتمع، وأيضاً حتى المعنيين بالحوار الوطني المطروح حاليّاً لزيارة الدوار والاجتماع بهم مباشرة. ومثل هذا العمل يتطلب إعداد البيئة الملائمة، إذ إن الأخلاق والأعراف ستتطلب تهيئة المكان المناسب والأسلوب المناسب مع الاستعداد لعدم تعكير الحوار بانفلاتات في شعارات أو ممارسات.
شباب اللؤلؤة شجعان ومبتكرون وحضاريون، وتحويلهم الدوار إلى مكان للحوار خطوة نوعية آمل أن يحققوها بما يعود على سمعة التحرك بأفضل النتائج.
وعندما شاركت مع منيرة فخرو في ندوة مساء الخميس الماضي، طرح عليها أحد المعتصمين سؤالاً: «هل تعتقدين أن النظام جاد في الحوار؟»، وأجابت فخرو: «أنا في رأيي أنكم أنتم من جعلتم النظام يكون جادّاً في الحوار، ودماء الشهداء هي التي جعلت النظام جادّاً في الحوار، ويكفي أن أقول إن ولي العهد كان صادقاً في طرح قضية الحوار، وعندما نتحاور وعندما لا يعجبنا فأنتم موجودون وأنتم لن تذهبوا إلى أي مكان آخر وأنتم الذين تقررون أشياء كثيرة، هذه الثقة ثقة بكم أنتم»... انتهى رد الزميلة منيرة فخرو.
كما وجه بعد ذلك المعتصمون سؤالاً إليَّ عن كيفية التواصل مع جميع الأطراف والتحاور معهم، فقلت في ردي: «أنتم تستطيعون تكسير الأوهام، والناس أعداء ما جهلوا، وأنتم ربما أعداء لأشياء تجهلونها، تستطيعون أن تأتوا بمن تودون الحوار معه إلى الدوار، أو تذهبوا إليه، فإنكم تنتصرون، لأن عيون المجتمع الدولي تراقب الدوار وتراقب العملية السياسية وهذا شيء أقوله صادقاً ومحبّاً لكم»... فإلى مزيد من التقدم المعتمد على تحضركم في التعامل مع الجميع.